محتوى المقال
10 قواعد للوصول الى المرشد الروحي
عند وصول الإنسان إلى نشوة الروح، تزهو ألوان الحياة، ولكن عند رؤية الأفكار المحيطة بنا، تغشى أعيننا العتمة. نغرق في غيمة تمنعنا من رؤية ما حولنا، فلا نسمع ما يدور، ولا نتكلم لأننا نتألم. نتألم من أفكارنا، ذكرياتنا، حالاتنا، وعاداتنا. نبني لأنفسنا سجونًا، نجعل الحياة داخل قفص صنعناه بأيدينا، فنصل إلى جلد الذات، ثم كره الذات، ثم السعي وراء الشهوات والملذات، ثم إدمان كره النفس. نضع حواجز بين النفس والنفس، ونتوه ونتوه ونتوه.
هل خُلقنا لنصل لهذه الحال؟ هل وُجدنا ليكون الشيطان المتحكم في إرادتنا؟ هل نحن سجناء في قفص عاداتنا؟ هل نحن فعلاً ضعفاء؟ أم أن هناك من يصدر الضعف لحياتنا؟
مقدم لكم: فوزي محمد
لماذا لا نستطيع الوصول إلى الاستقرار النفسي والروحي؟
القاعدة الأولى: الانتباه سر الرؤية بوضوح
من السهل ترتيب الكلمات، لكن من الصعب تنفيذها. تحيط بنا أفعال تتعارض مع ضميرنا، وتجعلنا في غفلة عن أنفسنا. عندما نواجه شخصًا يديننا أو يهيننا بسبب أخطاء ارتكبناها، لا نستطيع النظر في عينيه، لأننا ندرك أننا في موقف ضعف. وعندما نفكر في أنفسنا، نشعر بوجود إله يراقبنا، فنحاول الهروب منه، لأن ضميرنا يعرف أننا مدينون له.
هنا يأتي دور المغفرة والتسامح الإلهي. لولا وجودهما، لما استمرت الأديان ولأصبحت مجرد تراث. خُلقنا لنخطئ ونتعلم من أخطائنا، ونسعى دائمًا لتطوير أنفسنا حتى نصل إلى الوعي والنفس المثالية التي ترضينا. الحقيقة أن الضمير موجود في كل شخص، لكننا نحاول الهروب من الإله، لأننا مستمرون في الخطأ، رغم أن الله قريب ومجيب.
عندما نهرب من الإله، نجذب لأنفسنا شيطانًا كاتمًا للصوت، يستمتع بخوف الإنسان الذي لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بسبب تحكم الخوف فيه. ولذلك، لا نستطيع الوصول إلى الله، لأن هناك من يحاول إبقاءنا في حالة من الخوف وكتم صوتنا. التخلص من هذا الخوف بسيط: كل ما عليك فعله هو مواجهة كل شيء من حولك. اعترف بأنك لست مثاليًا، لكنك خُلقت لتتعلم كيف تصبح أفضل. لديك أخطاء، لكن هذه الأخطاء تعطيك الخبرة لتنمو في عالمك.
في داخلك روح من الله، ومهما حاولت الهروب، ستعود إليه. لذا، استسلم وتوقف عن الهروب، وسلم نفسك ووعيك لله. حاول التواصل معه من خلال الصلاة أو الذكر أو التأمل. هذا سيساعدك على رؤية نفسك بوضوح، ومواجهة ما تفعله، سواء كان ذلك بتصحيح أخطائك أو بتطوير مهاراتك. وكلما تمكنت من رؤية نفسك بوضوح، استطعت رؤية ما يدور حولك وما يحاول خداعك.
القاعدة الثانية: التناغم قوة لا نهائية
تنقسم الأشخاص إلى ثلاث فئات:
- شخص الذكريات: هو الشخص الذي يغرق في الماضي ويتأثر به لدرجة أنه لا يستطيع رؤية الحاضر. هذا الشخص يكون عرضة للاختراق والتلاعب بعقله من قبل الشيطان أو البشر، ويصبح فريسة سهلة لشياطين الإنس والجن.
- شخص المستقبل: هو الشخص الذي يفكر باستمرار في المستقبل، ويفعل بذلك نظام التفكير السلبي. يجذب هذا الشخص شيطان التشاؤم الذي يتغذى على طاقة الهم، والإحباط، واليأس. هذا النوع من الأشخاص قد يصل إلى حد محاولة الانتحار، بسبب اعتقاده بالعجز وعدم القدرة على مواجهة المستقبل.
- الشخص الآني: هو الشخص الذي يستغل الظروف والمكان والزمان ويعيش في “الآن”. هذه القوة تجعله يرى بوضوح ويمتلك طاقة لا نهائية. مثال على ذلك: عند ممارسة القيادة لفترة طويلة، تصل إلى حالة من التناغم مع السيارة، فتتمكن من التحكم بجميع مميزاتها بثقة لتحقيق هدفك. تعرف نقاط قوتها وتستخدمها، وتتفادى نقاط ضعفها لتجنب تعطل السيارة. هذا هو معنى التناغم، وكما تناغمت مع سيارتك، عليك أن تتناغم مع نفسك، عقلك، مواهبك، منزلك، جسدك، روحك، وعالمك. عندما تتناغم مع كل شيء حولك، ستتمكن من استغلال كل ما هو متاح، وتعرف نقاط القوة والضعف، فتكون دائمًا الأقوى.
القاعدة الثالثة: السحر الأبيض هو الامتنان
عندما تتفاعل بامتنان مع كل شيء حولك، ستمتلك السحر فعليًا وتكشف الجانب الأبيض من الحياة. لنفهم ذلك، دعنا نناقش سيناريوهات رد فعل العقل التلقائي في أنظمة التفكير السلبي ونظام الامتنان:
- التفكير السلبي: قد يكون في بعض الأحيان سببًا في زيادة تأثير السحر بطريقة سلبية. مثلًا، عند الشعور بالتأخير أو العجلة، العقل الباطن يترجم شعورك على أنه تأكيد لتأخير هدفك، لأنك تركز على التأخير والعجلة. النتيجة هي أن يحدث التأخير فعليًا.
- شعور الاحتياج: إذا كنت تشعر بالحاجة إلى المال، فإن العقل الباطن يترجم هذا الشعور على أنه حرمان، وبالتالي يجذب إليك المزيد من الحرمان من المال. نفس الأمر ينطبق على الحب؛ إذا كنت تشعر بالاحتياج للحب، فإن العقل الباطن يترجم هذا على أنك بحاجة إلى الحرمان من الحب، فيجذب إليك أشخاصًا يزيدون شعورك بالحرمان.
أما الامتنان، فهو شعور إيجابي يجلب الوفرة. عندما تكون ممتنًا لما لديك، مثل المال، فإن العقل الباطن يفسر هذا على أنك تعيش في حالة من الوفرة، مما يجذب إليك المزيد من المال. نفس الشيء يحدث مع الحب أو أي شيء آخر؛ الامتنان يفتح الأبواب للوفرة والنجاح.
الامتنان بالتواصل مع الإله يجعلك متناغمًا مع الطاقة العليا، فتشعر بأنك أقوى شيء في الكون، وتصبح حياتك دليلاً على هذه القوة.
القاعدة الرابعة: الين واليانغ – عين الحقيقة
قد تكون الوهم والحقيقة شيئًا واحدًا، وكذلك الخير والشر، الظلام والنور، الليل والنهار، الفرح والحزن، الإيجابي والسلبي. ما تراه خيرًا قد يكون لغيرك شرًا، وما تراه نورًا في النهار قد يكون لغيرك، كالبوم والخفاش، وقتًا للنشاط في الظلام. الفهم العميق لتوازن هذه الثنائيات يساعد في إدراك عين الحقيقة؛ لا شيء مطلق، وكل شيء نسبي بناءً على وجهة النظر والتجربة.
هل تأملت في الكهرباء؟
الكهرباء هي عبارة عن طرف موجب وطرف سالب، ومن هذا التوازن تخرج الطاقة. هذا يعكس رؤية الجانبين، الأبيض والأسود معًا، لأن كليهما يمثل الحقيقة. إذا رأيت أي شيء من جانب واحد فقط، فإنك ترى نصف الحقيقة فقط.
الحياة هي مزيج بين الخير والشر. إذا رأيت الجانب الأبيض فقط من الحياة، فأنت توهم نفسك؛ لأن هذا الجانب يمثل النعيم، الجنة، والملائكة. وإذا رأيت الجانب الأسود فقط، فأنت أيضًا توهم نفسك؛ لأن هذا الجانب يمثل الجحيم، جهنم، والشياطين.
الحياة الدنيا لا ترمز إلى النعيم وحده، ولا إلى الجحيم وحده. بل ترمز إلى التوازن؛ التوازن بين النعيم والجحيم. إذا وجهت نظرك نحو الجحيم، ستراه لأنك اخترت هذا الطريق. وإذا وجهت نظرك نحو النعيم، فستضلله؛ لأنك ستشعر أن حياتك الحالية لا تحقق لك هذا النعيم، وستشعر أنك بلا قيمة مقارنةً بمن هم أفضل منك.
سبب عدم التوازن:
نرى أشخاصًا يتفاخرون بأفعال الشر مثل الزنا والتنمر، ونرى آخرين يسخرون من أفعال الخير. لن تعرف الحقيقة أبدًا مهما كانت واضحة؛ لأنك تنظر بعين واحدة. لديك عينان لترى الوجهين، الأبيض والأسود معًا. عدم رؤية الأمور بعين الحقيقة يجعل من السهل الاستحواذ على عقول الناس وتوجيهها.
من السهل أن ترى الشر بأنه الأكثر وضوحًا، لأنك “أعمى” لا ترى بعين الحقيقة. ومن السهل أيضًا أن ترى الخير كأنه لعنة، لأنك لا ترى بعين الحقيقة.
توازن الخير والشر:
خذ مثالًا: القرآن والكتب السماوية. من الطبيعي أن يرى البعض في القرآن جانبًا أبيضًا، حيث يمثل الهدى واكتشاف الطريق إلى الله. لكن هناك آخرون يرونه بجانب أسود، باستخدامه في الشعوذة والسحر أو توظيف آيات القتل لتبرير الإرهاب وسفك الدماء. لن ترى جميع الناس يتفقون على كتاب واحد أو دين واحد لأنهم يرون الحقيقة من وجهة نظرهم الخاصة.
هنا يظهر الإرهاب والشعوذة، حتى من الكتب المقدسة. أي شيء في الدنيا له وجهان، أبيض وأسود، حتى لو كان قادمًا من السماء. بمجرد ظهوره في الأرض، لن يحمل معنىً إلا بظهور الجانبين معًا.
الغناء والرقص، على سبيل المثال، قد يثير الشهوات والتحفيز الجنسي السلبي تحت مسمى المرح. يمكن أن تتداخل الشياطين في بعض أساليب الغناء وتظهر الجانب الإيجابي لأفعال الشر. وهنا ينقسم الناس إلى نوعين: نوع يرى بعين واحدة ويسهل السيطرة عليهم، ونوع يرى بعينين. عند رؤية كل شيء بعينين، الإيجابي والسلبي، الأبيض والأسود، تكتسب القدرة على رؤية الحقيقة بوضوح.
القاعدة الخامسة: الاستماع إلى جسدك يجعلك قادرًا على التحدث مع روحك
عقلك متصل بكل جزء في جسدك، وعند التأثر بالأحداث والاستسلام لأفكارك، يؤثر عقلك على كل جزء من جسدك. إليك شرح بعض طرق التفكير وتأثيرها السلبي على الجسد:
- التفكير القلق والمستمر (Chronic Worrying):
- التأثير: القلق المستمر يسبب إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين بشكل مفرط.
- الأعراض: يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مشاكل في الجهاز الهضمي، ضعف الجهاز المناعي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- التفكير الاكتئابي (Depressive Thinking):
- التأثير: الاكتئاب يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الأمل، مما يؤثر على الجهاز العصبي.
- الأعراض: الشعور بالتعب المزمن، آلام الجسم، مشاكل في النوم، وضعف الشهية.
- التفكير المتشائم (Pessimistic Thinking):
- التأثير: يزيد من مستويات التوتر ويقلل من الحافز لتحسين الوضع الصحي.
- الأعراض: يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ضعف الجهاز المناعي، والتعرض للالتهابات.
- التفكير الانعزالي (Isolated Thinking):
- التأثير: الشعور بالوحدة والانفصال عن المجتمع يؤدي إلى مشاعر سلبية تؤثر على الصحة الجسدية.
- الأعراض: الاكتئاب، ضعف الصحة العامة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
من المهم الحفاظ على نمط تفكير إيجابي وإدارة التوتر بطرق صحية مثل ممارسة الرياضة، الاسترخاء، والتفاعل الاجتماعي لتحسين الصحة العامة.
كما أن هناك أساليب تفكير تؤثر على الجسد، هناك أيضًا أمراض جسدية تؤثر على العقل. أمثلة على ذلك:
- القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome – IBS):
- التأثير: التوتر والقلق يزيدان من أعراض القولون العصبي.
- الأعراض: آلام في البطن، انتفاخ، إمساك أو إسهال.
- الصداع النصفي (Migraine):
- التأثير: التفكير الزائد والتوتر قد يسببان نوبات الصداع النصفي.
- الأعراض: ألم شديد في الرأس، غثيان، حساسية للضوء والصوت.
- ضعف الجهاز المناعي:
- التأثير: التفكير السلبي والتوتر المستمر يضعفان الجهاز المناعي.
- الأعراض: تكرار الإصابة بالعدوى، بطء شفاء الجروح، والشعور بالتعب المستمر.
الصحة العقلية والجسدية مرتبطتان ببعضهما البعض بشكل وثيق. الأمراض قد تنشأ من العقل، كما أن الأمراض الجسدية تؤثر على العقل. العقل والجسد يعكسان بعضهما البعض، ويمكن للعقل أن يمرض الجسد، وإذا أهملت جسدك، فقد يتأثر عقلك أيضًا.
تطوير الجسد والعقل
عند تطوير الجسد يتطور العقل أيضًا، وعند الاستماع لمطالب الجسد من حيث التهيئة والتطوير، يظهر أجمل ما في العقل. وأجمل ما في عقلك هو المرشد الروحي لك.
القاعدة السادسة: حاول أن ترى أصل نفسك
“الدماغ البدائي” أو “الدماغ الزاحف” (Reptilian Brain) هو أحد الأجزاء الأساسية في دماغ الإنسان والحيوانات الأخرى. يعود هذا المصطلح إلى نظرية تطور الدماغ الثلاثي التي اقترحها العالم العصبي بول ماكلين في الستينيات من القرن العشرين. وفقًا لهذه النظرية، يتكون الدماغ من ثلاثة أجزاء رئيسية تطورت عبر الزمن: الدماغ الزاحف (Reptilian Brain)، والدماغ الحدسي (Limbic System)، والدماغ الحديث (Neocortex).
مكونات ووظائف الدماغ الزاحف:
- الجذع الدماغي (Brain Stem):
- يعد جزءًا من الدماغ الزاحف وأحد أقدم الأجزاء في الدماغ من حيث التطور. يسيطر على الوظائف الحيوية الأساسية مثل التنفس، ضربات القلب، تنظيم درجة حرارة الجسم، والتحكم في الهضم. هنا يظهر الجزء اللا إرادي الذي يجعلك تمارس عادات أساسية مثل التنفس ونبض القلب. كما يجعلك تمارس عادات خلقها الجسد أو ورثتها عبر الجينات. على سبيل المثال، تطور أصحاب البشرة السمراء بهذا اللون للتكيف مع البيئة المحيطة بهم. يتم توارث الصفات الجسدية والعادات عبر الجينات.
- العقد القاعدية (Basal Ganglia):
- تلعب دورًا مهمًا في التحكم في الحركات الإرادية والتنسيق الحركي. كما ترتبط بالعادات والسلوكيات المتكررة. هذا يثبت تأثير الدماغ البدائي أو الزاحف على الجينات والعادات.
وظائف الدماغ الزاحف:
- البقاء على قيد الحياة:
- يتحكم الدماغ الزاحف في الوظائف الأساسية التي تضمن البقاء، مثل تنظيم ضربات القلب والتنفس وتوازن السوائل في الجسم.
- الاستجابة للخطر:
- يلعب دورًا كبيرًا في الاستجابات البدائية مثل “القتال أو الهروب”. عند مواجهة خطر ما، يقوم الدماغ الزاحف بتنشيط آليات الدفاع لحماية الجسم. كما يحافظ على عاداتنا وأسلوب حياتنا سواء كانت إيجابية أو سلبية. عدم ممارسة العادات بانتظام يمكن أن يُفعل نظام الاستجابة للخطر حتى لو كانت العادة سلبية مثل التدخين.
- الغرائز والسلوكيات الأساسية:
- يتعامل الدماغ الزاحف مع السلوكيات الغريزية مثل البحث عن الطعام، التزاوج، والدفاع عن النفس. هذه السلوكيات تكون غير مدروسة وتحدث تلقائيًا. ومع ذلك، قد يحدث تشوه في ممارستها، حيث يتحول السلوك الطبيعي إلى إدمان مثل العادة السرية بديلًا للتزاوج، أو الإفراط في الطعام بديلًا لتناول الطعام المناسب.
تأثير الدماغ الزاحف على السلوك البشري:
على الرغم من أن الدماغ الحديث (Neocortex) تطور بشكل كبير ويتعامل مع التفكير المعقد والتخطيط والإبداع، فإن الدماغ الزاحف لا يزال يؤثر على سلوكياتنا. يظهر هذا التأثير بشكل أوضح في حالات الخوف أو التوتر الشديد، حيث نجد أنفسنا نتصرف بطرق بدائية وغير عقلانية.
الدماغ الزاحف يمكن أن يكون بوابة للتطوير أو للتقييد. إذا مارست عادة سلبية لفترة طويلة، تصبح جزءًا من حياتك. هذا النظام لا يميز بين الإيجابي والسلبي، بل فقط يُبقيك تمارس ما ورثته أو اعتدت عليه للحفاظ على بقائك.
لذا، من المهم أن تلاحظ تفاصيل حياتك، تكتشف المهارات التي ورثتها من أجدادك، وتعمل على تطويرها. كما يجب أن تكتشف السلوكيات السلبية وتحاول تغييرها.
القاعدة السابعة: المساحة الصامتة هي بوابة الروحانيات
نظام العقل المعروف بـ ESP، الذي يرمز إلى “الإدراك الحسي الفائق” (Extrasensory Perception)، هو مصطلح يُستخدم لوصف القدرة على الحصول على معلومات بطرق تتجاوز الحواس الخمس التقليدية. يتضمن هذا النظام عدة أنواع من القدرات مثل التخاطر (Telepathy)، الاستبصار (Clairvoyance)، التنبؤ (Precognition)، والتحكم بالمواد عبر التفكير (Psychokinesis).
التخاطر:
عند التأمل في الطبيعة، تأتي الأفكار والإلهامات، وتظهر الاختراعات. من مراقبة الطيور، تعلم الإنسان كيف يخترع الطائرات ويتفوق على قدرات الطيران. من إدراك الإنسان لقدرة التخاطر، استلهم فكرة الراديو اللاسلكي، والذي تطور لاحقًا إلى الهواتف التي تمكننا من التواصل عبر العالم.
التخاطر ليس اختراعًا من العدم، بل هو نظام طبيعي موجود في العقل. القدرة على استقبال وإرسال الترددات والموجات هي حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي السبب وراء وجود الهواتف النقالة حتى الآن.
المساحة الصامتة في العقل هي التي تحتفظ بهذه القدرات. معظم الناس تخلوا عنها بسبب وجود بدائل مثل الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي. ولكن، لمن يفهم التخاطر، يمكنه جعل الآخرين يتواصلون معه دون الحاجة لوسائل خارجية، ويمكنه أيضًا قراءة مشاعر الآخرين وكشف المخادعين من خلال مشاعرهم.
التخاطر لا يحدث فقط بين الأشخاص، بل يحدث أيضًا بينك وبين نفسك. هذا هو سر التواصل مع المرشد الروحي بداخلك. بدون هذا النظام، لن تستطيع التفريق بين الصوت الداخلي وصوت الشر.
الاستبصار والتنبؤ:
هما نتيجة التواصل مع مرشدك الروحي. إذا كانت المساحة الصامتة في عقلك نشطة، يمكنك استقبال المعلومات من الكون، الأشخاص، الماضي، وحتى العوالم الروحية.
الإحساس المتزايد:
القدرة على تحريك الأشياء أو التفاعل معها باستخدام العقل فقط دون الحاجة إلى القوة الجسدية تشمل تحريك الأشياء أو التأثير على الحوادث عن بعد. سبق لي أن تحدثت عن أشخاص أعرفهم يستطيعون إحداث زلازل وتدمير المنازل بمجرد نظرة من أعينهم. وهذه القدرة قد نرى منها نموذجًا مصغرًا لدى بعض الأشخاص الذين يمارسون الحسد، حيث ليس كل من يحسد يكون حاقدًا أو يتمنى زوال ما يحسده. بعض الأشخاص يخرجون الطاقة من داخلهم ويؤثرون على الأشياء المحيطة بهم.
نعم، تستطيع فعل ذلك لأنك تمتلك طاقة هائلة. يحتوي جسم الإنسان على عدد هائل من الخلايا، يقدر بحوالي 37.2 تريليون خلية. هذا الرقم يشمل جميع أنواع الخلايا المختلفة في الجسم، بما في ذلك خلايا الدم، الخلايا العصبية، الخلايا الجلدية، وغيرها.
قدرة الطاقة في كل خلية:
كل خلية في الجسم تحتاج إلى الطاقة للقيام بوظائفها الأساسية. مصدر الطاقة الرئيسي في الخلايا هو جزيء الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP). تنتج كل خلية تقريبًا 10 ملايين جزيء من ATP في الثانية الواحدة لتلبية احتياجاتها الطاقية.
وباختصار، لديك مليارات الفولتات من الطاقة. وعند إيقاظ المساحة الصامتة في العقل، ستكون قادرًا بكل سهولة على استقبال وإرسال الطاقة والتأثير على الأشياء المحيطة بك وحتى البعيدة عنك. ولكن كيف يتم إيقاظ المساحة الصامتة في العقل؟
القاعدة الثامنة: الروح دليل وجود الله
الروح هي طاقة تملأ الكون بالحياة. تخيل جميع الكائنات الحية متصلة بأسلاك غير مرئية مصدرها الله، ولا يوجد مصدر آخر غير الله، وهو السبب الوحيد لبقائنا على قيد الحياة. الله لا ينتظر منا عبادته لإرضاء غروره، بل لاكتشاف كيفية الاتصال به. عندما يتصل الإنسان بالله، يستطيع التخلص من كل معاني الخوف والأحزان. كما ذكرت في موضوع العبادة الروحانية وموضوع العناية الإلهية، الهدف الأساسي هو اكتشاف الطاقة العليا المرتبطة بنا لمعرفة كيفية الوصول إلى الله وكيفية الارتقاء بعد الموت. إذا ضللت طريق الله، ستقع في فخ الشيطان الذي يسعى لإقناعك بالشهوات والمشاعر السلبية، مما يجعلك ترى الحقيقة بعين واحدة ويعيق قدرتك على الشعور بوجود الله، مما يجعلك تائهًا في عالم نهايته الجحيم.
نحن خلقنا بإرادة حرة، ولكن بعضنا يسلم إرادته للشيطان بشكل مباشر أو غير مباشر تحت تأثير الضلال والكذب والخوف والمشاعر السلبية. كما ذكرت في موضوع مشكلة الشر في وجود إله صالح، الحكمة الإلهية تكمن في التوازن واستمرار الكون واستمرار الشر. الحياة الدنيا تبدأ بصفات إلهية كما يظهر في الأطفال، لكن مع تقدم العمر قد يتحول الإنسان إلى شيطان إذا تأثر بالصفات الشيطانية. الحياة الدنيا هي مفرق الطرق؛ إما أن تختار طريق النور أو طريق الظلام. الشيطان يخدعنا ويتحكم بنا رغم أنه لا يمتلك الطاقة الموجودة بداخلنا، لأن الطاقة والمادة ملك للإنسان، بينما الجن والشياطين لا يمتلكون المادة التي نمتلكها.
العلاقة بين الكتلة والطاقة:
تعني أن الكتلة يمكن أن تتحول إلى طاقة، والطاقة يمكن أن تتحول إلى كتلة. هذه العلاقة تُظهر أن الكتلة والطاقة هما وجهان لعملة واحدة. لذلك، الإنسان يمتلك الطاقة والوعي والاتصال بالله، فما الذي يمنعه من تحقيق أهدافه والوصول إلى الله؟ كل من يعرف قدراته الكاملة يؤمن بأن “فيك انطوى العالم الأكبر”.
القاعدة التاسعة: الإيمان الخارق
الإيمان قد يكون له وجهان: وجه أبيض ووجه أسود. الوجه الأسود للإيمان يجعل الإنسان في صراع تحت مسمى العقيدة، حيث يقتل البشر بعضهم ويبررون الشر مثل القتل والكراهية والتعذيب. لكن هل هذا هو معنى الإيمان؟ أم أن هذا هو تأثير الشيطان الذي يجعلنا نرى الأمور بعين واحدة؟
الإيمان له أيضًا جانب أسود يتمثل في الاعتقاد بأن الإيمان هو عنوان الابتلاء. هذا يسمى “شيطنة الإيمان”. يتدخل الشيطان في كل شيء إيجابي، ليزرع الفتن ويشوه الجانب المشرق. مثلما تدخل في الأديان لتدنيسها بالشعوذة والإرهاب والقتال، كذلك تم تشويه الإيمان لإبعاد الإنسان عن جوهره وتدمير تأثيره الإيجابي الذي يمنح الإنسان القوة والسلطة والنفوذ، ويجعل الإنسان قادرًا على تحقيق المعجزات وتحقيق أي هدف مهما كان مستحيلاً.
لكي تصل إلى الإيمان الحقيقي، يجب عليك اكتشاف نفسك جيدًا، أن تتعرف على كل مهاراتك، وترى نفسك من جانبيك الأبيض والأسود. تسعى إلى تأهيل وتطوير نفسك حتى تكتسب الثقة في النفس. ومن ثم تحاول اكتشاف الروح حتى تصل إلى الشعور بوجود الله قريبًا منك، مجيبًا لدعائك. من هنا يأتي الإيمان. الإيمان عقيدة، والعقيدة
الإيمان الخارق:
الإيمان يأتي من الثقة واليقين، ولن تستطيع الوصول إلى الإيمان إلا من خلال العقيدة واليقين والثقة والقدرة على اكتشاف المزيد من المهارات والقدرات الصامتة بداخلك. الإيمان هو السبيل لصناعة المعجزات وتحرير القدرات، لأنه يجعلك دائمًا على استعداد لتحرير وتوجيه قدراتك. هو مفتاح توجيه القدرات الموجودة داخلك وصوت المساحة الصامتة في عقلك، وهو الربط بينك وبين الله.
وقد تم إثبات تأثير الإيمان بصورة دنيوية من خلال بعض الدراسات:
- دراسة من جامعة هارفارد (Harvard School of Public Health): وجدت أن الأشخاص الذين يمارسون الشعائر الدينية بانتظام يتمتعون بصحة نفسية أفضل ويكونون أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والتوتر، مما يعزز من قدرتهم على تحقيق النجاح في حياتهم الشخصية والمهنية.
- دراسة من جامعة ميشيغان (University of Michigan): أظهرت أن الإيمان الديني يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة للأفراد، مما يؤدي إلى حياة أطول وأكثر صحة، وهذا يمكن أن يؤثر إيجابيًا على النجاح المهني والاجتماعي.
- دراسة من مجلة علم النفس الديني (Journal of Religion and Health): أشارت إلى أن الأشخاص الذين لديهم إيمان ديني قوي يميلون إلى أن يكونوا أكثر رضا عن حياتهم وأكثر تفاؤلًا بشأن المستقبل، مما يعزز من دافعيتهم لتحقيق النجاح.
القاعدة العاشرة: التنوير هو الهدف الأسمى للإنسان
الوعي هو شبكة معقدة. أول ظهور للوعي كان وعي الله، الذي صمم الوعي للملائكة بنظام التقبل والتنفيذ، حيث يعلمها الله نفسه. أما الجن، فوعيهم يشبه وعي الحشرات، حيث يرتبطون ويتكاملون ببعضهم البعض. لذلك، استطاع إبليس أن يتكلم باسم الشياطين جميعهم لأنهم مترابطون.
أما وعي الإنسان فهو وعي التطوير والتنوير والتصور الذهني. الإنسان هو الوحيد الذي استطاع تطوير الوعي وإظهار الاختراعات وصناعة الأدوات. وقد طور الإنسان الوعي إلى درجة ابتكار نموذج مصغر منه، وهو الذكاء الاصطناعي. الإنسان قادر على تطوير كل شيء على وجه الأرض، بينما نظام عقل الملائكة لا يسمح بالتصور الذهني، وعقل الجن والشياطين هو عقل جماعي يشبه عقل النحل والحشرات، حيث لا يتغير أسلوبهم.
رغم مهارات الإنسان في التطوير والإبداع، قد تكون قدراته أسوأ من قدرات وعي الحشرات، التي لا تستطيع التطوير لكنها قادرة على الالتزام والانضباط. ما الذي يجعل هذا الوعي العظيم أسوأ من وعي الحشرات؟ لنشرح القاعدة الأخيرة، يجب عليك النظر في جدول الوعي ومراحل تطويره وأسباب تأخيره، وهي المشاعر المؤثرة على حالاتنا التي تقيس الوعي وقدرته على التطوير والتنوير. إليك التفاصيل:
جدول مختصر يوضح المراحل المختلفة للوعي كما قدمها ديفيد هاوكينز:
المستوى | العاطفة الأساسية | وجهة النظر الحياتية | التردد الطاقوي (عند هاوكينز) |
700-1000 | التنوير (Enlightenment) | لا يوصف (Ineffable) | 700-1000 |
600 | السلام (Peace) | كامل (Perfect) | 600 |
540 | الحب (Love) | مبتهج (Joy) | 540 |
500 | القبول (Acceptance) | منجز (Harmonious) | 500 |
400 | العقل (Reason) | مفكر (Meaningful) | 400 |
350 | الاستعداد (Willingness) | متفائل (Hopeful) | 350 |
310 | الحياد (Neutrality) | مرضي (Satisfactory) | 310 |
250 | الشجاعة (Courage) | ممكن (Feasible) | 250 |
200 | الانفتاح (Acceptance) | حيادي (Neutral) | 200 |
175 | الفخر (Pride) | قابل للإدارة (Viable) | 175 |
150 | الغضب (Anger) | مرفوض (Antagonistic) | 150 |
125 | الرغبة (Desire) | غير مرضي (Disappointing) | 125 |
100 | الخوف (Fear) | قلق (Frightening) | 100 |
75 | الحزن (Grief) | محزن (Tragic) | 75 |
50 | اللامبالاة (Apathy) | يائس (Hopeless) | 50 |
30 | الذنب (Guilt) | مدان (Blame) | 30 |
20 | العار (Shame) | بائس (Miserable) | 20 |
تفسير الجدول:
- المستويات الأعلى (600-1000):
- التنوير (700-1000): مستويات التنوير تشمل حالات الوعي الفائقة والنادرة التي يصل إليها قلة من الناس. إنها تمثل الاتحاد الكامل مع الكون والسلام العميق.
- السلام (600): حالة السلام تتسم بالفهم العميق للأشياء كما هي، دون حاجة للتغيير أو التدخل.
- المستويات المتوسطة (200-500):
- الحب (540): حالة من الحب غير المشروط والقبول الكامل للآخرين.
- العقل (400): مستوى العقل يتسم بالتفكير العقلاني والمنطقي، حيث تكون القرارات مبنية على الحقائق والتحليل.
- المستويات الأدنى (دون 200):
- الغضب (150): مشاعر الغضب يمكن أن تكون محفزة للتحرك والتغيير لكنها غير مستدامة.
- الخوف (100): الخوف يشل الحركة ويمنع النمو والتقدم.
- العار (20): أدنى مستويات الوعي حيث يشعر الفرد بالدونية وانعدام القيمة.
الآن، يمكنك تقييم نفسك بسهولة. هل فهمت نفسك؟ الوعي هو المصدر الذي تستمر به بعد موتك. نفسك هي الوعي الكوني ومصدر إلهامك وتطويرك. في النهاية، المرشد الروحي هو نفسك، والتي قد تكون سببًا لإلهامك أو لتدميرك. إذا اتخذت نفسك عدوًا وشعرت بالعار بها، ستكون سببًا في تدميرك. أما إذا قمت بالاهتمام وتطوير نفسك، فستكون مرشدًا روحيًا لك، وستمنحك جميع المعلومات التي تحاول الوصول إليها. يمكنك إلهام نفسك بسهولة عند العناية بتنويها وجعلها مطمئنة بالإيمان ومتوازنة بعين الحقيقة. الآن، بعد معرفتك بالقواعد العشر للتطوير، هل تستطيع تطبيقها؟
الان يمكنك رؤية التدريبات والاكواد الخاصة بالتواصل مع المرشد الدروحى عبر اكاديمية عالم الروحانيات للاعضاء اذا لم تكن عضوا فى الاكاديمية يمكنك طلب عضوية عبر الواتساب من هنا
يمكنك زيارة اكاديمية عالم الروحانيات والاستمتاع بـــالدورات المجانية للزوار اضغط هنا
أحدث المقالات
- 10 قواعد للوصول الى المرشد الروحي
- محمي: علاقة الارقام بالنجوم والتنجيم
- محمي: الفصل السادس الوعى الروحى
- محمي: الجزء الرابع التوقع الرقمي
- مشكلة الشر فى وجود اله صالح
- الطاقة والعين الثالثة
- كيف نتصل بروح العنقاء وما هو الوقت المناسب لاستحضارها
- كيف تتحكم فى قرينك ؟ وكيف تجعل القرين يأمر بالخير ؟
- شيزوفرينيا تلاقى الأرواح
- دليل شامل عن التخاطر الروحي: فهمه، تطبيقاته، وتأثيراته