317 قصة روحانية | روحانيات أكاديمي

قصة روحانية اللى ماشافش الدنيا من ورا عنيهولا حس بقطرة مطر بتقف فى الهوا قدامهولا سمع صرخة روحه بتقوله فوقعمره ما هيعرف يعنى إيه يعيشاللى ماشافش الدنيا من ورا عنيهولا حس بقطرة مطر بتقف فى الهوا قدامهولا سمع صرخة روحه بتقوله فوقعمره ما هيعرف يعنى إيه يعيش

فى مدينة ملهاش اسم
سقطت من دفتر الحياة
تحت سما رمادية لا فيها شمس تصحى ولا قمر يحكي
كان “سليم” قاعد فى شقته الصغيرة
بيتفرج على الشاشات اللى بتقول للناس كل يوم
انت مبسوط انت مش ناقصك حاجة

سليم كان بيكتب للناس حواديت مزيفة
يقول لهم إن الحياة كويسة
وهو عارف جواه إن مفيش غير خيبة بتحفر فيه

حياته كانت مسودة مش عايزة تنكتب
يوم ورا يوم
لحد ما فى ليلة مطرية حزينة
بص من الشباك
ولقى المطر واقف فى الهوا

مد إيده
لمس نقطة ميه
وسمع صوت بيهمس فى قلبه
امتى هتفتح عنيك بجد

من اللحظة دى
الدنيا بدأت تتكسر
الوشوش بتكرر بعضها
الحيطان بتسيح زى شمع دايب
وساعته اتوقفت على 11 و11 بالظبط
كأن الزمن نفسه قال خلاص مش مكمل معاك

فى قهوة خربانة ريحتها حزن قديم
قابل “سليم” راجل غريب
عنينيه فضية
كأنها مرايتين بتفضح كل اللى قدامها

اسمه “فيلون”

قاله بصوت مفيهوش هزار
إنت جعان للحقيقة مش للأكل

مدله حبتين
واحدة سودا تنسيك وتغرقك تانى
وواحدة شفافة توقظك وتوجعك

وسليم ضحك ضحكة متعبة
واختار الوجع
لأنه تعب من الكدب حتى على نفسه

سليم صحي لقى نفسه فى أوضة إزاز معلقة فى فراغ
حواليه آلاف البشر نايمين
متوصلين بأسلاك بتسحب من أرواحهم اللى فاضل منها

وسمع صوت فيلون
دول مش عايشين
دول مجرد بطاريات للشياطين
لصالح نظام اسمه العالم السفلي

العالم السفلي مش حياة
العالم السفلي وجبة غريزية تخليك تشبع جسمك وتجوع قلبك
العالم السفلي بيطبطب على خوفك لحد ما تموت وإنت مبتضحكش

والخروج مش إنك تكسر السور
الخروج الحقيقى
إنك تكسر السجن اللى فى دماغك

سليم خرج يدور على اللى زيه
لقى ناس متمسكين بالحلم الحلو الكداب
لأنه أهون من وجع الحقيقة

وقفتله أسئلة مالهاش إجابة
هل الحرية تستاهل تخسر كل الأحلام الحلوة حتى لو كانت كدب
هل ممكن تعيش حقيقى وانت لوحدك
ومين قال أصلا إن الحقيقة مش كمان خديعة أكبر

فى كهف منسي
مكتوب عليه
محدش يدخل غير اللى مات بلا موت

لقى مخطوطة
بتقوله ببساطة

اتأمل
اسأل
حب

رجع سليم للمدينة
مش علشان يحرر الناس
لكن علشان يزرع فى كل واحد منهم سؤال صغير
زي شرارة بتنور فى عتمة تقيلة

رسم 11 و11 على الجدران
ودس مقالاته تحت مخدات اللى نايمين
وكل كلمة كان بيبدأها بسؤال
مين اللى بيحط الكلام جوا ودانك

وكان عارف
إن الحرية مش هدية
الحرية معركة بتخسر فيها كتير
بس كل خسارة بتردلك روحك

فى
وسط دوشة الشاشات والكلام الفارغ
رفع طفل صغير عينه
شاف نجمة حقيقية
بتخترق السما الرمادية

وساعتها
روح جديدة اتولدت
فى صمت

الحقيقة مش كنز تخبيه
الحقيقة جرح تعيش بيه
كل مرة تسأل ليه
بتولع شمعة فى آخر النفق
والروح مش مكان توصل له
الروح طريق
طريق مش بيرحم
بس بيطهرك من كل حاجة مش حقيقية

الحقيقة سعات بتوجع عشان كده بنختار الخيال اللى بينسينا احلامنا ويجعلنا محدودين الحقيقة بالنسبة لك ممكن تكون وهم كبير بس انت مقتنع انك تعيش فيه الحقيقة وجه اخر للوهم سهل تتلغبط بينهم لانهم عملة واحدة سعات مشاعرنا ورغبتنا واحتياجاتنا تخلينا نختار الوهم بارادتنا حتى لو كان سبب فى خضوعنا وذلنا تلاقي الحبيب نفسه يرجع للى بيحبه بيبرر لنفسه انه عشان ينتقم منه او عشان يرد اعتباره بيدور على وهم يخليه يحاول يقرب منه
سعات كمان الوحدة بتقتلنا وندور على شيطان نتوهم انه بيخدمنا
سعات احتياج الشهوة بيغلبنا ولما نلاقي ان مفيش وليف لينا نهون على انفسنا ونوهم عقولنا ان الجن بيعشقنا
كلنا فى حياتنا وهم كبير
بس الصعب اننا مقتنعين ان دى الحقيقة لينا ومش بنحاول نغيرها لانها بقت العالم الخاص بينا حياتنا اللى عيشنها
قوزى محمد

روحانيات اكاديمي