
331 لعنة قارئة التاروت
لعنة قارئة التاروت… حين يتحول النور إلى مرآة لشيطان خفي
هل شعرت يومًا أنك تُنصت لامرأة تعرف عنك الكثير
تعرف من تحب ومن يكرهك
من يخونك ومن ينتظرك
تُدهشك
تُبكيك
تُطمئنك أحيانًا
لكن شيء داخلك… لم يكن مرتاحًا تمامًا
كأن هناك ظلًّا يهمس
هذه ليست راحة
هذه سَحب
وهذا ليس علم… بل لعنة
قارئة التاروت
ليست دائمًا ساحرة
أحيانًا تكون طيّبة
تحاول أن تُنقذك
لكنها لا تعرف… أنها تسحب منك لتُرضيك
تأخذ من ألمك لترى فيك ابتسامة
ثم تترك في قلبها ثقلًا لا تقدر على حمله
الناس ترتاح لها
لأنهم أفرغوا همومهم في صدرها
لكن أين تذهب هي بكل تلك الهموم
من يمسح عنها بقايا الأحزان التي لا تخصّها
ومن يُعيد إليها طاقتها بعدما غرق جسدها في ظلال الناس
الخطر ليس أن تُخطئ في الورق
الخطر أن تظن أن الورق لا يُخطئ أبدًا
أن تصدّق كل ما تسمعه
أن تتفاعل مع كل طيف
أن تعيش متصلًا بعوالم ليست لك
هنا تبدأ اللعنة
حين تفقد ترددك الأصلي
حين تصبح بوابة طاقية مفتوحة لكل من يعاني
فتجذب من فيه شيطان
وتخدمه دون وعي
وتكتشف بعد سنوات أنك لم تعد تعرف نفسك
وأن صوتك… لم يعد لك
قارئة التاروت حين لا تحمي نفسها
تصبح مرآة للظلال
يسكنها الخوف
تحاصرها الوساوس
ويبدو لها أن كل من تقرأ له… يحتاجها
لكنها في الحقيقة هي التي تستهلك ذاتها
حتى تُرضي الفراغ داخلها
العقل الذي يقرأ الورق دون حماية
يتحول إلى بوابة مفتوحة للهمزات
إلى خادم لا يدري أنه يخدم
إلى جسد يسكنه الشك والجوع الروحي
تنهار علاقتها
تتشوّه مرآتها
وتظل تبحث عن حب… لا تعرف أنه سُحب منها حين بدأت تقرأ لغيرها دون أن تقرأ لنفسها أولًا
الطاقة لا تفنى
وما تأخذه من غيرك
إن لم تُحرّره
ستدفع ثمنه من وعيك
لذلك يجب علي قارئة التاروت أن تكون مصدر النور قبل الظل وان تعرف كيف تتحكم في طاقاتهم والأهم أن تجعل حياتها مقياس اذا كانت راضية عن نفسها وحياتها فهي بعيد عن تأثير الشيطان ولا أظن أن هذا الرضا تحصل عليه بسهولة أما إن كانت حياتها بها بعض الأحداث التي تشعل الاحتياجات والمشاعر والرغبات فاعلم أن شيطانك هو قائد لك يا قرائة التاروت وعاجلا ام اجلا سوف يصبح الجحيم في جميع زوايا حياتك من الم وعذاب وصراخ وفراق وحتي في مماتك
هكذا تبدأ لعنة قارئة التاروت
ليس حين تقرأ
بل حين تنسى أن تحمي قلبها قبل أن تفتح البوابة
لكن اللعنة لا تصيب القارئة وحدها
هناك لعنة أخرى تصيب من يقرأون لهم
تبدأ بالدهشة
ثم بالراحة
ثم بالإدمان
تظن أنها أنقذتك
لكنها في الحقيقة برمجتك
زرعت في عقلك أن الإجابة ليست فيك
وأن القرار ليس لك
وأن الحقيقة لا تُرى إلا في أوراقها
تسمعها تقول إن من تحبك… يخونك
فتبدأ تشك
وتراقب
وتنقطع عن الحب دون أن تدرك أنك تنفّذ أمرًا لم يصدر من قلبك
تسمعها تقول إن مستقبلك مظلم
فتنهار خططك
وتنسحب دون أن تقاتل
لأنك صدّقت أن الورق أصدق من نيتك
تسمعها تقول إن هناك شخصًا يراقبك
فتبدأ ترى الشياطين في عيون من حولك
وتُغلق قلبك على خوفٍ لا تعرف مصدره
أنت لا تدفع مالًا فقط
أنت تدفع عقلك
وتدفع نيتك
وتدفع إيمانك بنفسك
لأنك سمحت لصوت خارجي أن يُصبح أقوى من حدسك
وهنا… تبدأ لعنتك أنت
لعنة الشك
لعنة الخوف من الغد
لعنة التعلق بمن يُرشدك ثم يربطك به ليبقى هو الطريق الوحيد
حين تسأل قارئة التاروت عن كل شيء
تفقد القدرة على اتخاذ أي شيء بنفسك
وتصبح عبدًا لفكرة
لا تستطيع أن تنام دون أن تعرف ما الذي تقوله لها الأوراق
تظن أنك ترتاح…
لكن الذي يرتاح فيك
هو جزءك السلبي
الذي كان يبحث عن مبرر للضعف
فوجده في قراءة تُعفيك من المسؤولية
وهنا تبدأ لعنتك
لست خائفًا فقط
بل مدرّب على الخوف
لست مشوشًا فقط
بل مبرمج على الشك
لست ضعيفًا
بل مفرّغ من داخلك… وتملأك كلمات ليست لك

هل شعرت يومًا أنك فعلت شيئًا لأن قارئة التاروت قالت لك؟
اكتب كلمة “حدث”
وسأخبرك من أين تسلل الخوف إليك
شارك!
تعليقات