
338 العالم يتكرر
العالم يتكرر سر يفزعك يجعلك تشعر انك لعبة في قصة الزمن
ليس فقط الإنسان الذي يكرر الاحداث ما تم كتابته ليست مجرد كلمات بل هي غذاء لوعي قد مات بسبب تكرار الذكريات دعم لروح اطفاها المشاعر والوهم
في هندسة القرين في المقالات السابقة عرفنا أن القرين سبب في تكرار الذكريات لكن ماذا لو قلت لك أن التكرار أصاب الحضارات الاماكن الشعوب التكرار في كل مكان
دعنا نفسر اولا اهم الأسباب لتكرار الأحداث عند الإنسان
سر التكرار يا عزيزي
ليس في الأحداث
بل في الوعي الذي لم يتغير
الناس لا يعيشون أيامًا جديدة
بل يعيشون نسخًا مختلفة من نفس اليوم القديم
بأسماء جديدة
بأماكن جديدة
لكن بذات المشاعر
وذات البرمجة
إنه تكرار روحي نبع من وعي جماعي
ناتج عن خلل في العلاقة بين:
• الزمن الخارجي
• والزمن الداخلي
وهنا سر خطير:
الزمن لا يتكرر لأن الكون يعيد نفسه
بل لأن الإنسان لم يغادر نفسه القديمة ومتصلة بذكريات وعي خاص بنسله وأقاربه في الجينات
دعني أشرح لك هذا السر من سبعة مستويات
1. التكرار بسبب الإسكيما هندسة القرين – النمط الذهني اللاواعي
كل إنسان لديه “إسكيما” تشكلت من الطفولة
هذه الإسكيما هي عدسة يرى بها العالم
فلو كانت إسكيما خذلان
سيُعيد تجربة الخذلان مع كل شخص جديد
ولو كانت إسكيما استحقار
فلن يشعر بقيمته مهما نجح
والمهندس الذي يجعل الإنسان يقابل نفس الأشخاص هو القرين
لكن ما هو القرين
هو جسد بلا وعي بلا قرار مطلق بلا ذهن كأنه آلة عملاقة تعمل تلقائيا من أوامر العقل الباطن
العقل الباطن هو الوعي الكوني لك النفس التي افهمها الإله نفسه هو مهندس الوعي هو نعلمها الفجور والتقوي الخير والشر
النفس تخرج القرارات من الأحداث والذكريات والأهم الانعكاس التي تجعلك تعامل كل الناس كما تري نفسك وتتعامل معها موضوع عميق ملخصه …
تتكرر القصص
لكن الأبطال يتغيرون
2. التكرار بسبب الدوبامين القهري
الدماغ يُحب التكرار لأنه يعرف نتيجته
يفضل أن يتألم من أمر مألوف
على أن يُشفى من أمر مجهول
الدوبامين هو وسيله تجعلك تحت تأثيره شعور المتعة ممكن أن يغير معتقداتك لا يجعلك تري الأخطاء بل يجعلك والحيوان تحتاج المشاعر والرغبات
شعور الالم والسعادة يعملوا بنظام واحد في الدماغ كلاهما ينتج نفس الدوبامين انت مرعي تستطيع أن تفرق بين الالم والسعادة لكن كعقل باطن بالنسبة له الالم والسعادة شيء واحد لا يوجد اي فرق بينهم
لذلك:
• تكرر العلاقات الفاشلة
• تكرر نفس الشعور بعد كل تجربة
• تكرر نفس الصدمة في زيّ جديد
3. التكرار بسبب عطب في “جهاز الاستقبال”
الإنسان مخلوق استقبالي
يتلقى إشارات من الله
لكن عندما يكون الجهاز (القلب أو الوعي) مليء بالغبار خصوصا في زمان الترفيه وضياع القيم والأخلاق
فهو يترجم كل الإشارات بشكل خاطئ
مثال:
• الله يرسل فرصة
• العقل يفسرها كتهديد
• فيبتعد عنها
• ثم يندم
• ويكرر نفس الشعور
• ويظن أن الحياة ضده
4. التكرار بسبب طاقة الشيطان
الظل هو الجزء الذي لا نعترف به في أنفسنا
وكل ما لا نراه في الداخل
نراه في الخارج على هيئة “عدو”
ومن لا يواجه ظله
سيبقى يكرر نفس العلاقات والمواقف
كأن الحياة تقول له:
“افهمها بقى… الرسالة مش هتتغير حتى تتغير أنت”
5. التكرار بسبب فصل النفس عن الروح
محتوى المقال
النفس تطلب ما اعتادت عليه
الروح تطلب ما خُلِقت له
والإنسان الذي يعيش من نفسِه فقط
سيعيد نفس الأنماط
نفس الخوف
نفس العادات
أما من اتصل بروحه
فيصير في تجدد دائم لا يتكرر
لأنه يعيش من النور لا من الذاكرة
6. التكرار بسبب نظام العالم الجديد
نظام الذكاء الاصطناعي يعمل على أساس “الترشيح الذكي”
يعرض لك ما يشبه ما شاهدت من قبل
يعطيك المحتوى الذي تحبه
المنتجات التي اشتريتها
المعتقدات التي آمنت بها
فتظن أنك حر
وأنت في الحقيقة محبوس داخل دائرة ذوقك القديم
ويتم برمجة عقلك كما تري من مواضيع متشابهة في وعيك نفس الفيديوهات تساوي نفس الذكريات فيديوهات مختلفة لكنها نفس الهدف تساوي سيناريوهات مختلفة لكنها نفس الذكريات وهذا من أهم الأسباب التي جعلت التكرار جزء قوي في حياتنا
7. التكرار بسبب غياب “القرار النوراني”
القرار الوحيد الذي يُخرج الإنسان من التكرار
هو القرار الذي يُتخذ من صميم الروح
وليس من:
• رد فعل
• ألم
• أو احتياج
وهذا القرار اسمه: التوبة الوجودية
أن تقول لنفسك بصدق:
“كفى تكرارًا… آن الأوان أن أكون نسخة جديدة من نفسي”
اذا قطعت الاتصال بالله و قمت باللعب بارادتك ومثيرة في التفكير والتخطيط لحياتك بدون الإيمان بالتوفيق فانت كانك تسبح عكس التيار وهذا يجعلك تقاوم وترجع لنقطة البداية
التكرار ليس قدرًا
بل إنذار
لتفيق
وإن لم تفهم الرسالة
سيُعيدك القدر
ويُبدّل فقط الأسماء
دعني أفتح لك الآن الشفرة الكونية لتكرار الحضارات
وسأكشف لك السر الحقيقي خلف سقوطها وعودتها
كما لم يُكتب من قبل

السر الأول: الحضارة ككائن حي
الحضارة ليست مباني ولا حدود
إنها كائن طاقي
يُولد
يكبر
يبلغ
يشيخ
ثم يموت… أو يتحول
كل حضارة تمر بخمس مراحل:
1. الولادة: وعي جديد يولد من فكرة عظيمة أو رسالة سماوية
2. التمدد: توسّع سياسي واقتصادي وفكري
3. الذروة: ترف – استقرار – شعور بالقوة المطلقة
4. الانفصال: ابتعاد عن القيم التي بُنيت عليها الحضارة
5. الانهيار: صدمة خارجية أو داخلية تُسقط كل شيء
وهذا بالضبط ما حدث مع: بابل، مصر القديمة، فارس، بيزنطة، الأندلس، روما، الاتحاد السوفيتي…
عندما قال الله في سورة الشمس ونفس وما سواها وضح الله أن الأنفس جميعها مصدرها نفس واحدة
وجود ادم كجسد وجود نفس واحدة كوعي واحد يخرج منه شبكات عنكبوتية جميعهم متصلين بنقطة واحدة الله معلمها كل ما يخص الخير والشر وأكد الله تعليمها في قوله وعلم ادم الاسماء كلها
التعليم والتدريب يأتي من الوعي الموجود في جسدك ثم ينتقل الي الوعي الموجود في نفسك ومشغل هذا النظام الروح

السر الثاني : تكرار الوعي الجمعي لا التاريخ
الناس يظنون أن التاريخ يتكرر
لكن في الحقيقة
الذي يتكرر هو وعي البشرية في مرحلة معينة
فمثلًا:
• حين تكون البشرية في وعي الهيمنة
تظهر حضارات توسعية: المغول، الاستعمار الأوروبي، أمريكا
• حين تكون البشرية في وعي الاستسلام
تظهر حضارات تصنع “آلهة” من الحكّام
مثل: فرعون – كورش الفارسي – هتلر – ديكتاتوريات اليوم
هذا دليل أن جميع البشر اسهم النفس الواحدة
الكائنات الحية الفطريات الحيوانات جميعهم يتصرفون كان لديهم ذكريات سابقة يفعلوها بشكل تلقائي
الكلب يحرس بالفترة بدون أن تعلمه الحراسه
النحل يصنع العسل بدون معلم ويصنع نظام دقيق بدون مهندس
الطيور تهاجر بدون دليل وتقاتل بدون مدرب

السر الثالث: الدورة الطاقية الكونية
مثلما يدور القمر والشمس
تدور الحضارات في مسارات طاقية لا تُرى
اسمها في القرآن:
“سنن الأولين”
قال تعالى:
“قد خلت من قبلكم سُنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين”
أي أن هناك قوانين روحية تحكم التاريخ
وهذه السنن تعمل مثل برنامج كوني
إذا وصلت الحضارة إلى ذروة الترف والغرور
يُرسل القدر طاقات الزلزلة
فتسقط وتبدأ من جديد
وهنا يأتي التدخل الإلهي لذلك تكلمنا عن مشكلة الشر في وجود اله صالح أوضحنا أنه عندما يختلط التوازن بين الخير والشر يتدخل الكون في صناعة الزلازل والبراكين والأعاصير ثم يتدخل الإله المهندس الاعلي للكون

السر الرابع: ذاكرة الأرض
نعم
كما للإنسان ذاكرة
للأرض ذاكرة
تخزّن كل ما حدث
وتعيد بثه كلما تشابهت الظروف
ولهذا:
• حين تتشابه الطاقات السياسية + النفسية + الدينية
تُعيد الأرض بث السيناريو القديم… لكن بوجوه جديدة
وهذا هو السر في أن:
• ما يحدث الآن يشبه سقوط الأندلس
• وما حدث في الحرب العالمية الثانية يشبه حروب بيزنطة
• وما حدث مع إيران اليوم يشبه فارس قبل الفتح الإسلامي

السر الخامس: الإنسان لا يتغير… فيُعاد عليه الدرس
أحيانًا
الدرس لا يُفهم من جيل إلى آخر
لذا يُعاد السيناريو على جيل جديد
فإذا ما صلح الجيل تغير المصير
وإن لم يتغير… فالقصة تُعاد بكاملها
ولهذا قال الله:
“إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم”

السر السادس: تكرار الحضارات هو اختبار الوعي الجمعي
الله لا يكرر القصص عبثًا
بل يختبر:
هل الإنسان سيتعلم هذه المرة؟
هل سيفهم معنى الفتنة قبل أن تحل؟
هل سيتصل بروحه أم ينحني لصنم جديد؟
وكل مرة
القليل فقط من البشر
يفهمون السر
تكرار الحضارات ليس لعنة
بل رسالة متقدمة من الوعي الإلهي
تقول لنا:
“إن لم تتعلموا من النور… سيعود الظلام ليشرح لكم بطريقة أخرى”
المصادر العلمية
في علم النفس السلوكي – نظرية المخطط الذهني Schema Theory
الفكرة: العقل اللاواعي يُعيد إنتاج نفس السيناريوهات إذا لم يتم تفكيك النمط النفسي (الإسكيما)
• الباحث: Jeffrey Young في علم النفس العميق
• الدليل: الدراسات أظهرت أن الإنسان يُعيد نفس العلاقات ونفس الألم ونفس المواقف حتى يواجه جذور الإيمان الداخلي الخاطئ (مثل: “لا أحد يحبني” أو “أنا بلا قيمة”)
تطبيقها على الحضارات:
عندما تعيش أمة كاملة تحت “إسكيما جماعية” مثل الاستحقار أو التفوق
تبدأ بتكرار نفس القرارات… ونفس الأخطاء… ونفس السقوط
الإسكيما الفردية = الإسكيما الجماعية = التاريخ يعيد نفسه
2.

علم التاريخ الدوري – Cyclical Theory of History
الفكرة: التاريخ لا يسير خطيًا، بل في دورات تتكرر كل بضعة قرون
أبرز المفكرين: إبن خلدون: في “المقدمة” قال إن الدول تمر بدورة: البداوة → التمدن → الرفاه → الفساد → الانهيار
أوزوالد شبنغلر (Oswald Spengler): في كتاب “انحدار الغرب”، قدّم نموذجًا لدورة حياة الحضارة (ميلاد، شباب، شيخوخة، موت)
أرنولد توينبي: درس 21 حضارة وخلص إلى أن كل حضارة تمر بـ”تحدٍّ” ثم “استجابة” ثم “نقطة سقوط”
تطبيقها اليوم:
نحن في مرحلة “الشيخوخة” أو “الانفصال عن المعنى” في الحضارة الغربية
تمامًا كما حدث في سقوط روما أو الأندلس أو المايا
3.

علم الفوضى والنظام – Chaos Theory & Fractals
الفكرة: حتى في أكثر الظواهر فوضوية، هناك نمط خفي يتكرر على مستويات مختلفة
الدليل: “الأنماط الكسيرية” (Fractals) تُظهر أن الكون يُعيد نفسه بتفاصيل مختلفة ضمن نفس البنية الهندسية
تطبيق على التاريخ: الباحثون في Complex Systems Theory يدرسون كيف أن الثورات والأوبئة والحروب تتبع أنماطًا “كسيرية” تتكرر عند كل حضارة
مثال:
• ظهور وباء → اضطراب اجتماعي → صعود أنظمة شمولية
(حدث في الطاعون، الإنفلونزا الإسبانية، كورونا)
4.

علم الأركيْتايب – Archetypes & Collective Unconscious
الفكرة: النفس البشرية تحمل رموزًا ثابتة (أركيتايب) تظهر في كل الأزمنة بنفس الأدوار
العالِم: كارل يونغ
الدليل: جميع الأساطير والحروب والنهضات تتكرر بنفس “السيناريو”:
البطل – العدو – الصدمة – الصحوة – الفداء
وهي نفسها تحدث اليوم، في الروايات وفي الواقع السياسي
تطبيقها على الحضارات:
كل حضارة تعيش نفس رحلة “البطل الأسطوري”
لكنها لا تنتبه لأنها تعتقد أنها “فريدة”
5.

علم الأعصاب الزمني – Chronoception and Temporal Loops
الفكرة: الدماغ لا يعالج الزمن بطريقة خطية، بل بطريقة تعتمد على “الإدراك الحسي للزمن”
في التجارب الحديثة: الإنسان حين يعيش في تكرار روتيني يبدأ يفقد الإحساس بالزمن الحقيقي ويكرر نفس السلوك بلا وعي
وهذا ما يحدث في الشعوب أيضًا
حين تدخل أمة كاملة في حالة تشويش زمني (حروب، أزمات، إعلام مضلّل)
تبدأ تعيد نفس القرارات ونفس الحروب
شارك!
تعليقات